أسابيع دانيال السبعون

1.  خلفية الأحداث

 

لنفهم 70 أسبوع المذكورة في كتاب دانيال، يجب فهم علاقة الله الخاصة بشعب و أرض إسرائيل.

كل شيء بدأ مند 4000 سنة في أيام النبي إبراهيم حوالي سنة 2100 قبل الميلاد. كان إبراهيم يسكن في مدينة أور الواقعة في أرض العراق الحالية.غادر إبراهيم و عائلته أور و توجه إلى كنعان أو ما يعرف في أيمنا  بإسرائيل و هو مرتحل ظهر له الرب في حاران

و قال له في:

 

 

 وقالَ الرّبُّ لأبرامَ: «إرحَلْ مِنْ أرضِكَ وعَشيرَتِكَ وبَيتِ أبيكَ إلى الأرضِ التي أُريكَ،

           فأجعَلَكَ أُمَّةً عظيمةً وأُبارِكَكَ وأُعَظِّمَ اَسمَكَ وتكونَ بَركَةً،

وأُبارِكُ مُبارِكيكَ وأَلعنُ لاعنيكَ، ويتَبارَكُ بِكَ جميعُ عَشائِرِ الأرضِ». تكوين 12:    1- 3

 

 

 

2- و حين وصل إبراهيم إلى أرض الموعودة و على جبل المريا الواقع في إسرائيل الحالية، كان وعد الرب لإبراهيم في:

 

 

 

 وتَراءَى الرّبُّ لأبرامَ وقالَ: «لِنَسلِكَ أهَبُ هذِهِ الأرضَ» تكوين 12: 7

 

 

 

وأثناء تواجده أرض كنعان (إسرائيل)، و بعد مولد ابنه إسحاق، أراد الله امتحان إيمانه، فأمره بأن يقدم إبنه إسحاق كمحرقة على جبل المريا.وأثناء تقديم إبراهيم ابنه كذبيحة، تدخل ملاك الرب و منع حدوث ذلك. وأعلن الله مرة أخرى لإبراهيم:

 

 

"فأُباركُكَ وأُكثِّرُ نسلَكَ كنجومِ السَّماءِ والرَّملِ الذي على شاطئِ البحرِ. ويَرِثُ نسلُكَ مُدُنَ أعدائهِ،ويتبارَكُ في نسلِكَ جميعُ أُمَمِ الأرضِ لأنَّكَ سَمِعْتَ لي» تكوين 22 : 17- 18

.  

 

3- لقد أقام الله عهدا مع إبراهيم و ذريته، و بالتالي، فمن المنطقي ان ينتقل هدا العهد إلى إسحاق و يعقوب. و قبل موته، إشترى إبراهيم حوالي 20 ق. م  جنوب إسرائيل و في مدينة حبرون مغارة المكفيلة من الحثيين. و إلى يومنا هدا فإن أجساد إبراهيم و إسحاق و يعقوب مدفونة بجانب نساءهم سارة و رفقة  و ليئة. بصرف النظر عن إسرائيل، فهذا الموقع المعروف بقبر الآباء يعتبر من الأماكن المتنازع عليها بين اليهود و الفلسطينيين.

 

 و قبل أن يوارى جسده في مدفن المكفيلة، رحل يعقوب و عائلته إلى مصر هربا من الجوع الذي حل في أرض كنعان. فيوسف ثاني أصغر أبناء يعقوب أصبح ثاني رجل في مصر بعد فرعون، و ذلك بعدما إبتيع

 كعبد للإسماعيليين بسبب غيرة إخوته له، لأن أبوهم يعقوب كان يحبه كثيرا. و تم أخذه بعد ذلك إلى مصر حيث ارتقى و هو في سن الثلاثين من عبد إلى منصب الوزير الأول في مصر. رحب يوسف بإخوته و عائلته في أرض مصر حيث هربوا من المجاعة في أرض كنعان.  عرفت ذرية يوسف و اخوته الإحدى عشر فيما بعد بأسباط إسرائيل. و بعد 400 سنة التي تلت قدومهم ازداد عدد نسل يعقوب من 70 إلى أكثر من مليون شخص، و بعد موت يعقوب أخذ جسده إلى حبرون حيث دفن هناك مع آبيه إسحاق و جده إبراهيم.

 

4- بعد مرور 400 سنة من تواجدهم في أرض مصر، لم يكن مرغوب فيهم، فرأى فرعون أن أسباط إسرائيل يشكلون تهديد على المصريين. فبدوا في تنفيذ مخطط منهجي للقضاء على الأسباط، و ذلك بقتل ذكور الإسرائيليين،  وبذلك تمتص مصر الشعب و يصير جزءا منها. صرخ أبناء يعقوب لإله إبراهيم. دعى الله موسى، عبراني من سبط لآوي، الذي عاش في بيت فرعون ليقود شعب إسرائيل للأرض التي وعد أن يعطيها لإبراهيم بعد 600 سنة. أرسل الله ضربات على يد موسى ليحرر إسرائيل، و أخيرا و بعد الضربة العاشرة و التي كانت موت أبكار المصريين وافق فرعون على إطلاق الشعب. لكن كل من وضع الدم على قوائم بابه سواء كان مصريا أو إسرائيليا عبر عنه الموت. قاد موسى أبناء نسل يعقوب في رحلتهم عبر البرية سيناء إلى أرض الموعد حيث دفن يعقوب.

 

5- و أثناء رحلة الخروج تمرد إسرائيل على الله، فعند صعود موسى على جبل سيناء من أجل أن يعطي الوصايا العشر (شريعة الله). و بعد تأخره صنع هارون أخوه صنما، عجلا من دهب ليقود إسرائيل  في العودة إلى مصر. أثار رفض الشعب لسلطة الله غضبه  إلى حد أنه عاقبهم.

كلم الله موسى قائلا:

 

" والآنَ دَعْ غضَبي يشتَدُّ علَيهِم فأُفنيَهُم وأجعَلَكَ أنتَ أُمَّةً عظيمَةً» الخروج 32: 10

 

 

6- الوعد بالبركات و التحذير من اللعنات:

 

لم يرجع الله عن حمو غضبه إلا بعد تضرع موسى. لكن لم ينتهي  تمرد إسرائيل في سيناء.أعاد الله تجديد عهده مع إسرائيل نسل إبراهيم، حيث وعدهم بالبركات إذا أطاعوه، وباللعانات إذا تمردوا عليه.

 

 

 

" ويُشَتِّتُكُمُ الرّبُّ في جميعِ الشُّعوبِ، مِنْ أقاصي الأرضِ إلى أقاصيها، وتعبُدونَ هُناكَ آلِهةً غريبةً لم تعرِفوها أنتُم ولا آباؤُكُم وهيَ مِنْ خشَبٍ وحجارةٍ. ومِنْ تِلكَ الأُمَمِ لا ترجعونَ إلى أرضِكُم وفيها لا تستَقِرُّونَ، بل يجعَلُ الرّبُّ لكُم هُناكَ قُلوبًا مُضطَرِبةً وعُيونًا كليلةً ونُفوسًا بائِسةً" التثنية 28: 64 – 65

 

7- وافق الشعب بصوت واحد على العهد مع الله على حدود بلاد كنعان. لكن موسى لن يواصل قيادة إسرائيل إلى الأرض. بعد موت موسى تولى يشوع قيادة الشعب إلى أرض الموعد حوالي سنة 1400 قبل الميلاد، و ذلك كما هو موضح في كتاب يشوع. ثم قاد القضاة و الأنبياء أسباط إسرائيل مدة 400 سنة الموالية. لكن أراد إسرائيل ملكا يحكمهم كبقية الأمم. سمع الله لهم، وأسست أمة إسرائيل تحت قيادة الملك شاول المعين من قبل صموئيل سنة 1050 قبل الميلاد. لكن عدم طاعة شاول  لله جعلته يفقد عرشه، و تم تعويضه بداود،الذي  كان أحد رجاله سنة 1025 ق.م.

أراد داود من سبط يهوذا بناء هيكل لإله إبراهيم، لكن رفض الله طلبه، و أرسل ناثان النبي و أسس بذلك العهد الداودي. لكن عن طريق داود أراد الله تأسيس مملكة أبدية و ملك و عرش. و سيأتي عن طريق نسل داود المسيح الموعود للعالم، فسيكون ابن داود.

 

 

 

"فنُلاقيهِ في أحدِ الأماكِنِ حيثُ هوَ، ونُباغِتُهُ كما النَّدى يُباغِتُ الأرضَ، فلا يبقى هوَ ولا أحدٌ مِنْ جميعِ رجالِه حيُا وإذا لجأَ إلى مدينةٍ يحمِلُ جميعُ بَني إِسرائيلَ إليها حبالاً ويَجرُّونها إلى الوادي حتى لا يبقى هُناكَ ولا حَصاةٌ»2 صموئيل 17 :12-13

 

 

 

8- بنى سليمان إبن داود هيكل الله في نفس المكان الذي وعد فيه الله إبراهيم بالأرض. و على جبل المرايا حيث تم امتحان إيمان إبراهيم، بنى سليمان هيكل الله. فلم يسمح الله بناء الهيكل إلا على جبل المريا. قبل الله هيكل سليمان لكن حذره من عدم الطاعة التي ستؤدي إلى خراب الهيكل و تشتيت الشعب.

 

 

"لكِنْ إذا حِدْتَ أنتَ وشعبُكَ عنْ فرائضي ووصايايَ التي أمرْتُكُم بها، وعبدتُم آلِهةً غريبةً ولها سَجدْتُم،

 فأنا أقلَعُكُم مِنْ أرضي التي أعطيتُها لكُم، وأهجرُ هذا الهَيكلَ الذي كرَّسْتُهُ لاَسمي وأجعَلُهُ مُضْغَةً في الأفواهِ بَينَ الشُّعوبِ كُلِّها. فكُلُّ مَنْ يَمرُّ بهِ ينذَهلُ ويتساءَلُ: لماذا فعَلَ الرّبُّ هكذا بهذِهِ الأرضِ وهذا الهَيكلِ؟" أخبار الأيام الثاني 7: 19 – 21

 

9- بعد موت سليمان انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين. المملكة الإسرائيلية الشمالية المكونة من 10 أسباط و مملكة يهوذا الجنوبية المكونة من سبط يهوذا و بنيامين. تمادى إسرائيل في تمرده و كرر خطاياه، فرفض الشعب إله إبراهيم و تحول إلى عبادة الأصنام، فعبدوا آلهة الأمم المجاورة. تبعوا البعل و عشتارون إله الكنعانين و مولاك إله العمورين و شومش إله الموآبين و تموز إله الفنقيين.

 

أرسل الله أنبياء بما فيهم أليشع و أشعياء و أرميا و هوشع  و حزقيال لتخدير كل من يهوذا و إسرائيل من الغضب الآتي. لكن رفض الشعب الأنبياء و إستهزؤا بهم و قتلوهم. فقطع النبي أشعياء إلى قسمين أثناء حكم منسى. كان حكم الله على إسرائيل أولا سنة 712 قبل الميلاد حيث تمت هزيمتهم على يد مملكة الأشوريين و تم أخذهم إلى السبي.

 

10- سبي إسرائيل و يهوذا:

في سنة 690 قبل الميلاد حاصرت جيوش سنحريب ملك أشور أورشليم، لكنها تراجعت بعد هلاك 185000 فرقة من جيوشه خارج أسوار أورشليم. أكد كتاب الآشوريون انسحاب الجيوش  الآشورية من أروشليم. لكن بعد 90 سنة لم يكن يهوذا أحسن حالا من إسرائيل في عصيانه.

 

  11- حقق الله تحذيراته، و حل العقاب على إسرائيل، فأخذ الله النبي حزقيال إلى داخل هيكل سليمان، و أراه رجاسات التي عملها الكهنة و قواد يهوذا. دنسوا الهيكل بوضعهم الأوثان عند باب المذبح و على الجدران و عبدوها. جلسن نسوة يبكين على تموز الوثن، و كثيرون عبدوا الشمس. و سأل الله حزقيال:

 

 

"فقالَ لي: «أرأيتَ يا اَبنَ البشَرِ؟ ألا يكفي ما يعمَلُهُ بَيتُ يَهوذا مِنَ الأرجاسِ هُنا؟ هُم يَملأونَ الأرضَ جورًا ويُثيرونَ غضَبي؟ اُنظرْ إليهِم يُقرِّبونَ الغُصنَ إلى أنوفِهِم" حزقيال 8:17 

 

 

فكان عقاب ذلك خراب الهيكل و سبي الشعب إلى بابل، وكان ذلك بموجب اللعانات التي ذكرها الله في العهد القديم في سيناء و حينما تكلم مع سليمان (تث 28: 24 ، أخبار الأيام ثاني 7: 19- 21 ) فكان تشتتهم على وجه الأرض نتيجة حتمية لعصيانهم.

 

12- سبي يهوذا:

 

وقع العقاب على يهوذا، و تحققت التحذيرات. غزت جيوش البابلية أورشليم سنة 605 ق.م. و سبي الشعب إلى بابل، و كان بينهم شاب شريف يدعى دانيال.

 

بعد مرور 8 سنوات تمرد يهوذا على بابل سنة 597 ق.م، فغزت جيوشها أورشليم من جديد و سبوا الكثير و عينوا ملكا جديدا. و أخيرا و بعد تمرد ثالث سنة 586 قبل الميلاد دمر البابليون أورشليم و أسوارها و هيكل سليمان.و تم قتل الكثيرين، و سُبي البعض، و تُرك الفقراء ليعتنوا بالأراضي. سجلت هذه الأحداث في كتاب مراثي أرميا. أصبحت أورشليم خربة، بدون حماية و بدون أسوار.  في سنة 586 قبل الميلاد قضى دانيال 19 سنة في السبي، و أصبح خلال هذه الفترة الوزير الأول تحت قيادة نبو خدرنصر ملك بابل. و بعد موت الملك، توالت الملوك و نسوا أمر دانيال حتى هزيمة بابل.

 

13- في سنة 539 قبل الميلاد، مرت 67 سنة على السبي دانيال، غزت إمبراطورية مادي و فارس تحت قيادة داريوس المادي و سابروس الفارسي مملكة بابل، فتم تعيين دانيال كوزير أول تحت  قيادة الإمبراطورية الفارسية (دانيال 6 ). و مرة 70 سنة على سبي يهوذا. كان يعلم دانيال أن وقت السبي كان محددا ب 70 سنة حسب ما تنبأ به النبي أرميا.

" وتكونُ هذِهِ الأرضُ كُلُّها خرابًا وقَفْرًا وتَخدُمُ هذِهِ الأمَمُ مَلِكَ بابِلَ سبعينَ سنَةً.  وعِندَما تَتِمُّ السَّبعونَ سنَةً، أُعاقِبُ مَلِكَ بابِلَ وأُمَّتَهُ على ذُنوبِهِم، كما أُعاقِبُ أرضَ البابِليِّينَ وأجعَلُها خرابًا أبديُا."

 أرميا 25: 11 -12

 

" تَبَيَّنْتُ، أنا دانيالُ، مِنْ قراءَةِ الأسفارِ عدَدَ السِّنين التي قالَ الرّبُّ لأِرمِيا النَّبيِّ إنَّها ستَنقَضي على خرابِ أُورُشليمَ،وهيَ سَبعونَ سنَةً." دانيال 9:2

 

 

14- شفاعة دانيال:

 

كان يبلغ دانيال من 82 إلى 90 سنة في هذه الحقبة من الزمن. أخد  في  السبي، كان شابا و لمدة 70سنة شهد الحكم البابلي و الفارسي. إقترب وقت عودة الشعب إلى أرضه. و في هذه الأثناء كان دانيال  يتشفع أمام الله من أجل الشعب و للهيكل.

«وبَينَما كُنتُ أتكلَّمُ وأُصلِّي وأعتَرِفُ بِخطيئَتي وخطيئَةِ شعبي بَني إِسرائيلَ، وأُلقي تَضَرُّعاتي أمامَ الرّبِّ إلهي لأِجلِ جبَلِهِ المُقَدَّسِ،" دانيال 9: 20

 

إستجابة لصلاة دانيال، أمر الله من الملاك جبريل أن يريه ما الذي سيحدث في العالم، و الدور الذي ستتطلع به إسرائيل و أروشليم في هذه الأحداث. أنهما " ساعة الله النبوية"

 

15- ساعة النبوية:

 

« حدَّدَ اللهُ سَبعينَ مرَّةً سَبْعَ سنَواتٍ على شعبِكَ وعلى مدينتِكَ المُقَدَّسَةِ لِلقضاءِ على المَعصيَةِ وإنهاءِ الخطيئَةِ، وتكفيرِ الإثْمِ وإحلالِ الحَقِّ الأبديِّ، وتَمامِ الرُّؤيا والنُّبوءَةِ وإعادَةِ تكريسِ قُدْسِ الأقداسِ" دانيال 9: 24 

 

في البداية تم ذكر المدة التي تقدر بسبعين أسبوعا، أو سبعون سبع  حقبات و التي تساوي 490 (70×7). كلمة أسبوع في العبرية تعني  سبعة. و يمكن استعمالها للأيام و الأعوام. فتم استعمال نفس الجذر في:

 

 

اللآويين 25: 8  « واَحْسِبُوا لكُم سَبْعَ سِنينَ سَبْعَ مرَّاتٍ، فيكونَ لكُم تِسْعٌ وأربعونَ سنَةً «.   

 

بخصوص سنة اليوبيل. فكما يحتفل باليوبيل في السنة الخمسون بعد 7 حقبات السنين السبع أو 49 سنة. فرقم 490 يمثل السنوات و ليس الأيام.

 

16- قال جبرائيل لدانيال أن 490 سنة " قُضيت على الشعب" إسرائيل و على مدينتك المقدسة أروشليم. هذا سيضع مقاييس حول الساعة. فالوقت المحدد هو 490 سنة و السنين تدور حول شعب دانيال، إسرائيل أي اليهود  و المدينة المقدسة. و خلال هذا كله ستقع سبعة أمور:

 

1.  الانتهاء من المعصية

2.  القضاء على الخطية

3.  التكفير عن الإثم

4.  إشاعة البر الأبدي

5.  تختم الرؤيا

6.  تختم النبؤة

7.  مسح قدوس القدوسين

 

يرتكب الناس المعصية و الإثم كما في أيام دانيال. الحرب و القتل و السرقة هم نتاج الحياة اليومية. فالإنتهاء من المعصية و إشاعة البر الأبدي سيتحققا أثناء 490 سنة.

    لقد مرت أكثر من 490 سنة على كتابة  دانيال لهذه الكلمات  مند 2500 سنة. فلماذا لم يتحقق كل هذا؟

17- إن الأحداث المذكورة في دانيال 9: 24 تتكلم عن المستقبل حيث سيملك المسيح على الأرض. فكل من الأحداث التي ذكرها جبرائيل تصف بصفة خاصة الحقبة المسيانية.  العديد يطبقون هذه النبوة خطأ على العالم. لكن جبرائيل كلم دانيال عن الشعب و المدينة. فاليهود و أروشليم هما علامة الله للأمم . و بمراقبة ما يحدث لكليهما فسيصبح بإمكاننا فهم ساعة الله.

 

 السنوات 490 قُطعت أو قضيت على أروشليم  و الشعب اليهودي. فمجموع الوقت المعين هو 490 سنة قضي (كلمة العبرية التي تعني قضي هي الكلمة " شاراتز و التي تعني قطع" أي قطع على أروشليم و الشعب اليهودي. و بعد اكتمال الساعة النبوية. فستتمم السنوات السبعة على اليهود و أورشليم بالنيابة على بقية العالم، لكن أورشليم و اليهود يعتبرون كمفاتيح لفهم الأوقات. و بتتميم حقبة 490 سنة ستتمم هذه الأحداث على أورشليم و الشعب اليهودي.

 18- كيف تم تحديد هذا القضاء؟

" لهذا فاعلم و افهم أن الحقبة الممتدة مند صدور الأمر بإعادة بناء أورشليم إلى مجيء المسيح، سبعة أسابيع. ثم أثنان و ستون أسبوعا يبني في غضونها سوق و خليج، إنما تكون تلك أزمنة ضيق"

دانيال 9:25

لقد أبلغ دانيال في الآية 24 أن 490 سنة تخص شعبه و مدينتهم أورشليم. و في الآية الموالية من نفس الأصحاح (9: 25) أعطانا الوحي الإلهي انقسامات هذه الأجزاء في الزمن. حددت هذه الساعة النبوية ب 490  سنة ، حيث تتكون من 70 وحدة تتألف من 7 سنوات، و التي مجموعها 490 سنة. خلال هذه الحقبة تقع أحداث محددة خاصة بوقائع معينة. هذه الأخيرة تسمح لنا بتحديد أو تقدير الزمن الذي تتألف منه. حث الملاك جبرائيل القارئ بان يعلم و يفهم. فماذا يجب على القارئ فهمه؟

يجب على القارئ فهم كيفية تقسيم الزمن، و أماكن وقوع هذه الأحداث.

 

19- نقطة بداية الساعة

أولا، هناك نقطة بداية لساعة 490 سنة. كانت صلاة دانيال من أجل إعادة بناء أورشليم. كما ذكرنا أنفا دمرت أورشليم و الهيكل على يد البابليين سنة 586 ق.م. خربت المدينة و أصبحت بلا أسوار....

كانت صلاة دانيال حسب كلام النبي أرميا. فمجيء جبرائيل كان بمثابة الجواب لصلاة دانيال من اجل الشعب و أورشليم. أبلغ الملاك دانيال عن حقبة 490 سنة التي قضيت على الشعب و المدينة

(دانيال 9: 24). ثم أبلغه عن وقت بداية هذه الحقبة، فنقرأ " ... مند صدور الأمر بإعادة بناء أورشليم"

 

20 - أن الأمر بإعادة بناء أورشليم يشكل نقطة بداية الساعة النبوية. ففي الآية الموالية أعطى جبرائيل تفاصيل أكثر عن إعادة بناء أورشليم. فهذا الأمر يتصف بثلاث عناصر:

 

- سوق

- خليج

- أزمنة ضيق

 

"...يبنى في غضونها سوق و خليج. أنما تكون تلك أزمنة ضيق"

 

هذه التفاصيل لمهمة جدا، لأنهما يفصلان بين أمرين أخرين يخصان بناء الهيكل و ليس المدينة.

1.   أمر كورش ملم بلاد فارس بإعادة بناء الهيكل و سمح كذلك لليهود بالعودة سنة 539 ق.م (عزرا 1: 1- 11) .

2.   أعطى أرتحشستا ملك بلاد فارس رسالة يسمح و يشجع بموجبها العبادة في الهيكل و تقديم الذبائح على جبل المريا، و ليس إعادة بناء المدينة و أسوارها، و كان ذلك سنة 458 ق.م. (عزرا 7: 11-26 )        

 21- صلى دانيال هذه الصلاة في العام الأول لملك داريوس ابن أحشويروش  حوالي  535-532ٌ ق.م . كانت أورشليم مدمرة ، بدون أسوار و الهيكل عكس ما كانت عليه آنفا. لقد بدأت الساعة بإصدار الأمر القاضي بإعادة بناء هيكل أروشليم ،خاصة الأسوار و الخليج و تحقق هذا الأمر بعد مرور 93 سنة. يتحدث كتاب نحميا عن هذا الأمر

كان نحميا ساقي ملك أرتحشستا حاملا لنفس العبء الذي كان يحمله دانيال بخصوص مدينة أورشليم.

 

22- تم إعادة بناء الهيكل سنة 516ق.م و لم يكونوا اليهود متجمعين للعودة إلى المدينة بدون أسوار ذات الحماية الضعيفة. صلى نحميا من أجل أن يتم إعادة بناء المدينة. لاحظ الملك أن الكآبة بادية على وجه نحميا ، فسأله عن سبب ذلك؟ فأخبره عن رغبته في إعادة بناء مدينة  آباءه. وافق الملك على طلبه و أصدر الحكم بإعادة بناء الأسوار و أبواب المدينة.

(نحميا 2: 8,5,1 (

 

23 – لقد تم إصدار الأمر في مارس/ أذار / أبريل نيسان ،بدأ حكم أرتحشستا سنة 464 ق.م، و انقضت 20 سنة 444 ق.م . إن شهر نيسان هو أول شهورالرزنامة العبرية و يقابله في رزنامتنا  شهر مارس (أذار) بدأت ساعة الرب في الدق.

 

 

24- لقد كانت نتيجة االإنطلاقة عند "صدور الأمر"  أما الحقبة الثانية من الوقت هو "... إلى المسيح الرئيس" . لقد تكلم الملاك جبرائيل عن الوقت المحدد ، بدأت ساعة الله النبوية بصدور الأمر وتستمر إلى المسيح الرئيس. أن كلمة المسيح  تعني الممسوح أو المختار، ز كان هذا يشمل على الملوك، و الكهنة، و الأنبياء.  لكن هذا الكلام يشير إلى ملك أبدي، و الذي سيحكم على كرسي داود.

 

"وَ يَبني بَيتًا لاَسمي وأنا أُثَبِّتُ عرشَ مُلْكِه إلى الأبدِ"

صموئيل الثاني 7: 13

 

" لطانُهُ يزدادُ قوَّةً،ومملكَتُهُ في سلامِ دائمِ. يُوَطِّدُ عرشَ داوُدَ ويُثبِّتُ أركانَ مملكَتِهِ على الحقِّ والعَدلِ مِنَ الآنَإلىالأبدِ غيرَةُ الرّبِّ القديرِ تعمَلُ ذلِكَ." أشعياء 9: 6

 

"عطِيَ سُلطانًا ومَجدًا ومُلْكًا حتى تعبُدَهُ الشُّعوبُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ولِسانٍ ويكونَ سُلطانُهُ سُلطانًا أبديُا لا يَزولُ، ومُلْكُهُ لا يتَعَدَّاهُ الزَّمنُ."

دانيال  7:14

 

" تَأْتي أيّامٌ يقولُ الرّبُّ، أُقيمُ مِنْ نَسلِ داوُدَ مَلِكًا صالحًا، يَملِكُ ويكونُ حكيمًا ويُجري الحَقَ والعَدلَ في الأرضِ" أرميا 2.

 

لقد وصف الملاك هذا الشخص بالمسيح الرئيس أو الأمير. فالكلمة العبرية التي تعني الأمير تعني حاكم و رئيس و قائد و أمير.

قسّم جبرائيل الحقبة الأولى (483 سنة ) من إصدار الأمر إلى مجيء المسيح الرئيس إلى قسمين:

أ‌-     حقبة 7 أسابيع (7×7 = 49 عاما

ب‌-                       و حقبة 62 أسبوعا (62×7 =434 ) و التي تساوي 483 سنة « سبعة أسابيع ثم اثنان و ستون أسبوعا"

 

25- بدأت الساعة  بإصدار الحكم و تتواصل لمدة 483 سنة حتى مجيء المسيح الرئيس. إن مدة 483 سنة مقسمة لكنها متواصلة. فالأسابيع السبعة أو مدة 49 سنة  تغطي إعادة بناء أورشليم في أوقات عصيبة. هذه الفترة بدأت بإصدار الأمر في نحميا 2: 8 شهر مارس 444 ق.م  و استمرت ل 49 سنة القادمة. فإن أحداث الأوقات العصيبة تم التحدث عنها من نحميا الإصحاح 2 إلى الإصحاح 7. و انطلاقا من هذه النقطة إلى مجيء المسيح ستكون مدتها 434 سنة أخرى. إنها "أزمنة الضيق" التي أشار إليها الوحي في دانيال 9: 25 .

إن الحقبة الثانية " إلى مجيء المسيح الرئيس" هي 434 سنة أخرى بعد إكمال العمل على يد نحميا و خلفاءه. من  هو هذا المسيح الرئيس أو الملك الممسوح؟ هل بإمكان هذا الشخص ان يكون ملكا او حاكما ممسوحا من يهوذا؟ كلاّ، أن هذا المسيح يجب ان يظهر في الوقت المحدد. و هذا يعني أن المسيح يجب ]اتي تو يقطع أي يموت عند نهاية الأسبوع 69 أو 483 سنة، و ذلك إبتداءا من صدور الأمر سنة 444 ق.م.

 

26- التقويم القمري أو الشمسي ؟

إدا بدأنا بمارس 444 ق.م و طرحنا من 483 من 444 فنحصل على 39 م. لكن هنا المشكل يجب التطرق له و هو أن السنة في أيام النبي دانيال كانت قمرية. و نحن نستعمل التقويم الشمسي لتحديد السنة عكس اليهود فكانوا يستعملون التقويم القمري، فأصل كلمة شهر في الإنجليزية (Month) هو القمر (Moon) فالسنة القمرية كانت تختلف عن الشمسية. في أيامنا هده نستعين بالتقويم الغريغوري الذي يعتمد على التقويم الشمسي. فالسنة الشمسية هي عدد الأيام التي تدور فيها الأرض حول الشمس دورة كاملة.

 

27- فطول السنة حسب التقويم الكتابي يختلف عن تقويمنا للسنة باستعمال التقويم الغريغوري، فالسنة حسب ما ورد في الكتاب هي سنة قمرية و بالتالي فعدد الأيام هي 29 و30 يوما، عكس التقويم الغريغوري الذي يعتمد على الشمس. وبإدخال تعديلات كل 5،و 6 سنوات بإضافة شهر إضافي. فيمكن من خلال ما ورد في التكوين 7-8 أن الطوفان استمر 5 أشهر أو 150 يوم، حيث كانت عدد أيام الشهر 30 يوما. ففي أيام دانيال كانت عدد ساعات اليوم 24 ساعة كما هي في أيامنا. إن استعمال الأيام عوض عن السنوات يساعدنا في الموافقة بين الطريقتين.

 

28: 1- إن عدد السنة الكتابية هي 360

360×483 = 173,880

2- يحتوي تقويمنا الحالي على 365,242 يوما في السنة.

3- و إذا قسمنا عدد الأيام في التقويم المعتمد حاليا أي 365,242 على 173,880 يوما نتحصل على 476 يوما و 24 يوما.

4- اطرح 476 سنة من 444 ق.م  فستحصل على 33 ميلادية و أضف لها 24 يوم فتحصل على سنة 0 و التي هي أول سنة ميلادية. فلقد صدر الأمر في شهر نيسان والذي يقابل مارس / أبريل في تقويمنا الحالي. و بالتالي 69 أسبوعا تنتهي يوم 24 من نيسان حوالي 29 من مارس سنة 33 م ، و بعد ما تمت موافقة هذه السنوات مع تقويمنا الحالي، فنستنتج التالي:

 

29- أن المسيح الملك تم قتله أو قطعه  سنة 33 م، فمن هو الشخص الذي رغم انه ملك إسرائيل  تم قتله  في هذه السنة؟

إن تحليل النبؤات الكتابية حول شخص المسيح يقودنا إلى النتيجة التي مفادها أن المسيح الملك الذي قطع أو قتل لم يكن إلا يسوع الناصري الذي زعم أنه المسيح. لكن السؤال الذي يجب إن نطرحه على أنفسنا هو لماذا ينبغي على المسيح أن يموت؟ هل توجد شواهد في الكتاب المقدس تثبت لنا ذلك؟

 

30. المسيح الملك يقطع

"و بعد اثنين و ستين اسبوعا يقطع المسيح و ليس له و شعب رئيس ات يخرب المدينة و القدس و انتهاؤه بغمارة و الى النهاية حرب و خرب قضي بها" دانيال 9: 26     

أخبر جبرائيل دانيال أن بعد انقضاء 62 أسبوعا أو 434 سنة سيقتل المسيح. فهل تتوافق هذه الحقيقة مع الكتاب المقدس؟

 

31. شرح الملاك جبرائيل لدانيال أن المسيح سيقتل لكن ليس من أجل ذاته. ثم يبدأ الملاك بإزالة الستار على الطبيعة المزدوجة لهدا المسيح. فأخبره أن المسيخ سيكون ملكا و انه سيموت لكن ليس لأجل نفسه. فنرى من خلال ذلك المسيح المتألم و العبد المتألم  حسب ما ورد في سفر أشعياء 52: 13 – 53: 12 التي تمت كتابتها 700 سنة قبل ميلاد المسيح.

" هوذا عبدي يعقل يتعالى و يرتقي و يتسامى جدا كما اندهش منك كثيرون كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل و صورته اكثر من بني ادم هكذا ينضح امما كثيرين من اجله يسد ملوك افواههم لانهم قد ابصروا ما لم يخبروا به و ما لم يسمعوه فهموه" أشعياء 52: 13-14

 

32. وصف اشعياء عبد الله المتألم أنه سيتسامى ولكنه قبل ذلك سيكون إنسانا وابن بشرا لدى سيتألم، وسيتشوه منظره. هدا العبد سيتعظم فوق الأمم والملوك (الأمم)، إن تعاظمه و سموه هما من أوصاف هدا العبد. إن صورة المسيح الملك الذي سيقتل تتوافق مع صورة المسيح التي رسمها اشعياء حول العبد الذي سيتعاظم بعد ان بتواضع.

ويواصل اشعياء شرحه للأسباب الكامنة وراء موت هدا العبد الذي سيتعاظم ويتسامى (اشعياء 53: 5, 8)

 

33. يخبرنا اشعياء أن العبد الذي يتسامى ويتعاظم سيموت من أجل آثامنا و معاصينا. مات المسيح من أجل آثام"شعبي"

أما في 9: 26 أخبر جبرائيل دانيال أن المسيح سيقتل لكنه ليس من أجل نفسه. وأنّ عبد الله المتألم المذكور في سفر اشعياء  و المسيح الملك الوارد في دانيال هما نفس الشخص أي يسوع المسيح الناصري الذي مات من أجل ذنوب أللإنسانية.

 

34. ما هي طبيعة المسيح:

من خلال دانيال واشعياء نرى أن المسيح الأتي سيكون إنسانا  ومن نسل بني البشر (اشعياء 52 : 14 , دانيال 9 26 ) فهل المسيح هو مجرد إنسان؟

ففي كتاب زكريا الذي كتب سنة 520 ق.م وفي اللأصحاح 12 والآية 10 نقرأ عن ذلك الشخص الذي سيخلص إسرائيل و يهودا من جيوش الأمم, ونقرأ "...وحتى اذا نظروا الي أنا الذي طعنوه .."

إن الشعب الساكن في أورشليم سيبكي وينوح كما لو كانوا ينوحون على ولدهم الوحيد. ومند بداية الإصحاح 12 تكلم الرب على لسان زكريا إلى شعب إسرائيل وخاصة في العدد 10 قائلا "....حتى ادا نظروا اليّ أنا الذي طعنوه..."

فمتى طعن سكان أورشليم الله؟

 

 

 

35                      . "وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ الَّذِي طَعَنُوهُ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ."

زكريا 12: 10

يؤكد النبي أشعياء على الطبعتان التي تميز بهما المسيح و اللّتان تظهران جليا في كتابه 9 : 6-7 أنه سيكون من نسل الإنسان "...لأنه يولد لنا ولد..." و الذي سيكون هو نفسه الله "...إلها قديرا أبا أبديا...". و بالتالي نستنتج ان هدا الشخص هو المسيح لأنه "...سيجلس على عرش داود أبيه..." ، و الذي تدوم مملكته "..إلى الأبد"

 

36. "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا"

أشعياء 9: 6-7

أن المسيح الملك المذكور في دانيال 9: 25-26 هو نفسه العبد المتألم الذي مات من أجل خطايا البشر(أشعياء 53) و رئيس السلام الذي سيملك يوما على البشر كملك و إله.

(أشعياء 9: 6-7) أنهما الطبيعتان اللتان يتميز بهما المسيح. فالوحي المقدس يخبرنا بالتفصيل عن اليوم و السنة التي سيقتل فيها المسيح،و ما الذي سيحدث بعد موته، و ذلك بسنوات قبل ميلاده. تسرد لنا أسابيع دانيال السبعون بالتحديد أن بعد موت المسيح ستخرب أورشليم و يدمر الهيكل. فبتحديد التاريخ 70 ميلادية نستنتج أن المسيح جاء قبل خراب الهيكل و دمار أورشليم سنة 70 ميلادية.

 

37. ما الذي حدث بعد موت المسيح؟

لقد أخبر الملاك دانيال ان بعد موت المسيح ستدمر أورشليم بعد أعادة بناءها على يد "...شعب رئيس آت.."  فيعطينا بذلك لمحة مستقبلية على ما سيحدث. في ذلك الوقت من الزمان كان دانيال يصلي من أجل إعادة بناء أورشليم، المدينة التي تحطمت على يد البابليون  عندما كان دانيال في بابل سنة 586 ق.م. ……

 

38. في سنة 70 ميلادية حاصر القائد الروماني تيطس ابن القائد الإمبراطور فاسنبيانوس أورشليم و دمر المدينة و الهيكل. و لا يزال قوس تيطس معلما في روما يذكر بالانتصار التي حرزته الجيوش الرومانية في أورشليم و تم نقش على القوس أسماء الكنوز التي سلبها من هذا الغزو بما في ذلك منارة الذهب التي تم أخذها من الهيكل الثاني.

فبعد موت المسيح الذي حدث سنة 33 الميلادية نقرأ "أن شعب  ملك آت" سيحكم المدينة و الهيكل. و إن التاريخ يشهد حدوث ذلك بعد موت المسيح. فلقد تم  خراب الهيكل و لم يبقى فيه حجر على حجر لأن جنود الرومان كان يبحثون عن الذهب الذي ذاب جرّاء حرق الهيكل. لقد قتل وقتها أكثر من مليون يهودي سنة 70 ميلادية لقد كان القائد اليهودي يوسيفوس و الذي كان قائدا عسكريا و شاهد عيان على ما حدث و كتب ذلك في كتابه

" حروب اليهود "

 

39- ففي سنة 132 ميلادية تظاهر المعلم اليهودي أكيفا ضد أللإمبراطور الروماني هارديانوس الذي أصدر قوانين قاسية ضد اليهود. و تم إعلان من قبل الإمبراطور سيمون بن كوبشا  مسيحا. استمرت المظاهرات 3 سنوات و تم سحقها سنة 135 ق.م. و على إثر ذلك تم تحطيم أورشليم من جديد و قتل 58000 يهودي على يد روما و ردمت المدينة و سحق التمرد اليهودي  من قبل روما و تم بناء مدينة جديدة أطلق عليها اسم كولونيا آليا كابيتولينا التي تم إهداءها إلى الإله جوبتر وتم تسمية منطقة اليهودية إسرائيل باسم فلسطين،و منع اليهود من دخول هده المدينة. و تشتت اليهود في العالم على يد الرومان الذين كان يهدفون إلى تفادي أي التمرد في المستقبل.

و بذلك تحققت اللعانات المذكورة في تثنية 28 : 64-65 و أخبار الأيام الثاني 7: 19-21 . تشتت إسرائيل في الأرض و تم دمار الهيكل. حدث هدا الدمار على يد روما بعد 600 سنة بعدما طلب دانيال من أجل أن يعاد بناء الهيكل. أخبر جبرائيل دانيال أن المدينة سيتم إعادة بناءها و لكن ستدمر مرة أخرى بعد موت المسيح.

 

 

40- علامة الهيكل و إسرائي

أخبر جبرائيل دانيال  بعد دمار أورشليم و الهيكل أن " و انتهاؤه بغمارة و الى النهاية حرب و خرب قضي بها" فبعد سنة 70 ميلادية و 135 ميلادية تحطمت أورشليم مرتين قتل أثناءها 1.5 مليون يهودي على يد روما و تم تشتت اليهود على الأرض. لقد كانت كل من إسرائيل و الهيكل علامة على عدم طاعة شعب إسرائيل و ذلك حسب ما ورد في أخبار الأيام الثاني و التثنية 28. فإن أطاع إسرائيل الله حلت عليه البركة و إن لم يطيعه و رفضه فالشتات و دمار الهيكل سيكونان نتيجة ذلك. و ما هو الأمر الذي سبب هذا الدمار على الشعب اليهودي سنة 70 و 135 ميلادية؟ أعلن جبرائيل أن هذه الأحداث ستحدث بعد قتل المسيح الملك. لقد رفض المسيح الملك و قتل سنة 33 ميلادية. أن دمار أورشليم و الهيكل بعد 37 سنة لها حدثان مرتبطان ببعضها. فإن قلع إسرائيل من جذورها و تدمر الهيكل كانا علامة على عدم طاعة هدا الشعب. وبالتالي توقفت الساعة النبوية عند نهاية 69 أسبوعا عندما قتل المسيح الملك. و تبع ذلك الخراب حتى الأسبوع 70 . أخبر الملاك دانيال " الى النهاية حرب و خرب قضي بها"

 

41- الخراب إلى النهاية

ستكون أروشليم في حالة خراب إلى النهاية، وإلى هدا الحد انقضت مدة 69 أسبوعا . و أصبحت روما بيزنطة التي بسطت سلطانها على أورشليم ضعيفة أمام غزوالجيوش الإسلامية المدينة سنة 638م. و بسط المسلمون سيطرتهم على المدينة و كامل أرضي إسرائيل لمدة 1300 سنة الموالية.

 

 

 

 

 

 

 

 

بدأ الإسلام سنة 610م  حينما زعم محمد أنه أوحي إليه من قبل إله إبراهيم و إسحاق  و يعقوب. و زعم أنه سافر إلى أورشليم ليلا و من على جبل المرايا زعم أنه صعد إلى السماء ليلتقي بالأنبياء الذين أتوا قبله. و بعد غزو الجيوش الإسلامية أورشليم و بنوا مسجد قبة الصخرة على جبل المرايا سنة 688 حيث كان الهيكل. و اليوم يعتبر هذا المسجد ثالث أقدس مكان عند المسلمين.

 

42- شتت الله إسرائيل ثم جمعها:

" و يبددك الرب في جميع الشعوب من اقصاء الارض الى اقصائها و تعبد هناك الهة اخرى لم تعرفها انت و لا اباؤك من خشب و حجر 65 و في تلك الامم لا تطمئن و لا يكون قرار لقدمك بل يعطيك الرب هناك قلبا مرتجفا و كلال العينين و ذبول النفس" تثنية 28: 64 – 65

شتت إسرائيل بعد موت المسيح الملك محققا بدالك تحذير الله إن ابتعد إسرائيل عنه.. و لقد تم تحديد عدد السنوات ب   سنة490 و التي قضي منها 483 سنة عند موت المسيح . و يجب أن تتحقق سبع سنوات لكي تتحقق الأحداث السبع المذكورة في دانيال 9: 24 .  و في نفس العهد حيث حذر الله بالشتات و عد الله كدلك بلم الشمل " ان يكن قد بددك الى اقصاء السماوات فمن هناك يجمعك الرب الهك و من هناك ياخذك 5 و ياتي بك الرب الهك الى الارض التي امتلكها اباؤك فتمتلكها و يحسن اليك و يكثرك اكثر من ابائك"  تتنية 30: 4 – 5

 

43- أخبر الملاك دانيال أن تستمر الحرب حتى النهاية و يعم الخراب المقضي به. لقد وعد الله بلم شمل إسرائيل. وأنشئت  أمة إسرائيل من قبل البقية من اليهود التي تشتت من قبل الرومان مند 190 سنة. إن لم شمل اليهود لهو من بين الأحداث الأكثر تنبأ في الكتاب المقدس. " هكذا قال الرب الجاعل الشمس للاضاءة نهارا و فرائض القمر و النجوم للاضاءة ليلا الزاجر البحر حين تعج امواجه رب الجنود اسمه 36 ان كانت هذه الفرائض تزول من امامي يقول الرب فان نسل اسرائيل ايضا يكف من ان يكون امة امامي كل الايام" أرميا 31: 35 – 36

 

44- قال الله لأرميا، لو زالت القوانين التي تحكم في الشمس، النجوم ،والقمر،والبحار فإن إسرائيل تكف أن تكون أمة. أراد الله أن يطمئن أرميا رغم القضاء الذي حل على الشعب ، فعلاقة الله  بإسرائيل كانت أبدية.

 

أسابيع دانيال السبعون

لم تمر لحد الأن إلاّ 69 أسبوعا على الشعب اليهودي. مند صدور الحكم لإعادة بناء أورشليم إلى "المسيح الملك " تم تقديرها ب 483 سنة. إلاّ أن الوقت المحدد على شعب دانيال كان 490 سنة و لا تزال 7 سنوات لتكتمل 490 سنة، فهل تبعت السنوات 7 موت المسيح؟

 

45- الفراغ الزمني بين الأسبوع 69 و 70؟

في دانيال 9: 26 " يقتل المسيح" حدث ذلك سنة 33 م وتبع دلك "شعب ملك آت" الذي دمر المدينة و الهيكل، ان هذا الشعب كان من روما تحت قيادة تيطس سنة 70م. و تم ذكر الملك الأتي كذلك، فهناك علاقة بين الشعب و الملك لكن يوجد فارق زمني بينهما. فالشعب الذي دمّر أورشليم و الهيكل هم من نسل ملك سيأتي في المستقبل . و هذا الأخير أي الملك سيكون نسل الرومان الذي حطموا أورشليم. وعند نهاية الأسبوع 67 الذي انتهى بموت المسيح الملك مرت مدة 37 سنة قبل أن تتحقق ما بقي من الآية 26. بإمكاننا ملاحظة أن الأسبوع 70 لم يتبع مباشرة الأسبوع 69. فبينهما فراغ .

 

46- يمكن رؤية هدا الفراغ في سفر زكريا 9: 9 و 9: 10 ، فالآية 9 تتكلم عن المسيح الذي سيدخل أورشليم راكبا حمار و الآية 10 تتحدث عن المسيح الذي سيملك على الأمم. فهدا الفراغ يعرف بالضغط النبوي. يمكن ملاحظة الضغط النبوي في أشعياء 9: 6 و 9: 7 .

يولد المسيح في الآية 6 و نراه في الآية 7 يحكم من على عرش داود على كل الأرض .و في دانيال 9: 26 يقتل المسيح و تتوقف بذلك الساعة النبوية و لا تزال 7 أسابيع أخرى متبقية يجب أن تكتمل. وفي دانيال 9: 27 يخبرنا الوحي المقدس عن الظروف المحيطة بالأسابيع ال70.

 

 

الملك الآتي؟

" و يثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد و في وسط الاسبوع يبطل الذبيحة و التقدمة و على جناح الارجاس مخرب حتى يتم و يصب المقضي على المخرب " دانيال 9: 27

 

47- توقيت دانيال الزمني :

لقد تم تدمير أورشليم و الهيكل بعد موت المسيح الملك بعد مرور 37 سنة. أن هذا الترتيب في الأجداث لجد مهم و ذلك لأربعة أسباب:

1- لأن الأسابيع 70 هي جزء من 490سنة لكنها لا نتتبع مباشرة الأسبوع 69 .

2- إن 7 سنوات المتبقية ستركز على إسرائيل و مستقبل الهيكل اليهودي.

3- إن الملك الآتي له علاقة بالشعب اليهود و ذبائح الهيكل.

4- دمر تيطس و الرومان الهيكل سنة 70م، ولا يوجد الهيكل في أيامنا هذه ،و عليه أن يبنى اليوم.

 

48- إن الملك الذي تحدث عنه جبرائيل بأنه الملك الآتي الذي سيدمر شعبه أورشليم و الهيكل. إن قدوم هذا الملك كان في المستقبل.فما دور هذا الملك؟ نجد الجواب في السبوع ال70 (دانيال 9: 27). تم تدمير المدينة والهيكل سنة 70م . لقد تم إعادة بناء المدينة لكن الهيكل لا يزال مدمرا. يحتل مسجد قبة الصخرة اليوم مكان الهيكل.و لم يبقى منه إلا حائط المبكى.

 

49- في دانيال 9: 27 يخبرنا الوحي أن الملك الآتي سيبرم ميثاق عهد لبدء النظام الذبائحي للعبادة والذي توقف بسبب دمار الهيكل على يد جيوش روما .يسمح لإسرائيل ببناء هيكلها، إذ الكلمة العبرية لثابث  (العهد المثبت) هي ربق جبار و معناها ينتصر او له قوة أو قوي. إذ هذا الملك الآتي سيستعمل القوة العسكرية ليحل السلام في العالم.

 

50- هيكل اليهود الآتي:

"و يبرم عهدا تابتا مع كثيرين لمدة أسبوع واحد..."

لقد حدد الله مكان واحد حيث يجب أن يتم بناء الهيكل. أي في مدينة أورشليم و على جبل المرايا لكن هذا الأخير ما يزال محتلا من قبل مسجد قبة الصخرة. لقد زعم محمد أنه من على هدا الجبل صعد إلى السماء حيث التقى بيسوع و موسى و إبراهيم. و من السماء زعم محمد أن الله أمره بالصلاة التي فرضت على المسلمين.

أن قبة الصخرة مكان مقدس عند المسلمين، و هذا ما يجعل المسلمون يعتقدون بأن الإسلام هو دين الحق. و اليوم يشكل عدد المسلمون في العالم 20% من مجموع سكان الأرض أي ما يعادل 1.3 مليار نسمة. أما اليهود فعددهم 20 مليون منها 5 مليون تعيش في إسرائيل.

يدّعي المسلمون أن لهم الحق على شرق أورشليم حيث يوجد مكان الهيكل.

و أعطت الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967 الفرصة السيطرة على هذه الأرض لإسرائيل.  و من أجل الحفاظ على السلام في العالم أعطت إسرائيل حق الوكالة للمسلمين على ذلك المكان. لكن الضغوط في إسرائيل في تصاعد مستمر و ذلك من اجل تأكيد حق إسرائيل على أورشليم كعاصمة أبدية للشعب اليهودي.  و هذا ما يضع إسرائيل في موقف حرج بالنسبة لبقية دول العالم.

 

51- إن لإسرائيل اليوم حليف واحد يتضمن أمنها، ألا و هي الولايات المتحدة الأمريكية.أن الضغوط على إسرائيل في تصاعد من أجل أن تصنع السلام و تتخلى عن مكان الهيكل و تجعل من أروشليم مدينة دولية. رفضت إسرائيل هذا العرض لأجل السلام الذي اقترحته عليها المجموعة الدولية. يرى العالم أن السلام بين إسرائيل و جيرانها المسلمين كمفتاح أساسي للإحلال السلام في العالم. وهذا خلق مشاكل خطيرة للأسرائيلين . فأنبياء إسرائيل تنبؤا بحرب كبيرة سببها أورشليم سيشارك فيها جميع أمم العالم. أكثر من 3 مليار من السكان الأرض الذين يقدر تعدادهم ب 6 مليار لهم علاقة روحية بأورشليم ، فالكاثوليك يكونون من 1 مليار و البروتستانت 1 مليار و 1,3 مليار من المسلمين أما اليهود فهم 20 مليون.

" و يكون في ذلك اليوم اني اجعل اورشليم حجرا مشوالا لجميع الشعوب و كل الذين يشيلونه ينشقون شقا و يجتمع عليها كل امم الارض" زكريا 12: 3

تلكم النبي حزقيال عن أمة إسرائيل التي ستجمع من بين أمم الأرض حيث كانت مشتتة، و كان ذلك حوالي 2500 سنة ق.م. يتكلم الوحي المقدس في سفر حزقيال و ألأصحاح 36-37 بدقة عن الشعب الذي سيجمع ليكون جيشا عظيما بعدما تشتت و كان بلا رجاء، و ذلك من أجل هدف إلهي.

" و قل لهم هكذا قال السيد الرب هانذا اخذ بني اسرائيل من بين الامم التي ذهبوا اليها و اجمعهم من كل ناحية و اتي بهم الى ارضهم"

حزقيال 37: 21

 

52. يتكلم سفر حزقيال في الأصحاحين 38-39 عن حرب مستقبلية بعيدة في الزمن بالنسبة لأيام حزقيال. أما الأمم التي ستخوض هذه الحرب هي إيران و ليبيا و أثيوبيا و روسيا. أما العجيب في ذلك، فالوحي المقدس يتكلم عن إنتصار إسرائيل في هذه الحرب وأن لله دور في ذلك.

" بعد ايام كثيرة تفتقد في السنين الاخيرة تاتي الى الارض المستردة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال اسرائيل التي كانت دائمة خربة للذين اخرجوا من الشعوب و سكنوا امنين كلهم"

حزقيال 38: 8

 

وصف النبي حزقيال هذه الحرب بالمواصفات الخاصة التالية:

-        " سيتجمعون ... على جبال إسرائيل" المكان

-        " اسرائيل التي كانت دائمة خربة" بعد أنقضاء وقت طويل

-        " اخرجوا من الشعوب " جمعهم الله من أمم الشتات

53. لا يمكن لهذه الأحداث أن تتحقق إلا على أرض إسرائيل الحالية. دعى الله حزقيال سنة 593 ق.م، و في أقل من 60 سنة سمح كورش   لشعب إسرائيل بالعودة (عزرا 1، 536 ق.م) ف60 سنة ليست بالطويلة مقارنة ب 1900 سنة.

يصف لنا الأصحاح من 40 إلى 43 بدقة قياسات الهيكل الجديد و كذا مواصفاته. فحدث بناء الهيكل يتبع الحرب الواردة في الأصحاحين 38-39.

ليس بإمكان  إسرائيل أن تبني الهيكل إلاّ بضمان من الأمم، و بهزيمة القوى الإسلامية. فجبل المريا و الهيكل يعتبران من بين أكبر الأماكن قيمة من بين 13 مكان أخر في العالم اليوم. فلهذا فإن "الملك الأتي " يجلب السلام المؤقت على الأرض و ذلك بالأتفاق مع إسرائيل. إن عمر هذا الإتفاق 7 سنوات و سيورد إسم إسرائيل في قائمة تحوي  مجموعة من البلدان " و يثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد و في وسط الاسبوع يبطل الذبيحة و التقدمة و على جناح الارجاس مخرب حتى يتم و يصب المقضي على المخرب" دانيال 9: 27

 

54. في منتصف الأسبوع

فسيخرق هذا الملك الأتي الإتقاق مع إسرائيل، و سيقوم بتوقيف العبادة و الذبائح في الهيكل. و سيتم ذلك بعد ثلاث سنوات و نصف من عقد الإتفاق

" واحد و في وسط الاسبوع يبطل الذبيحة و التقدمة "

سيتبع هذا كله أحداث مروّعة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيل من دمار و رعب، و سينتهي هذا كله بعودة المسيح الملك الذي تم "قطعه" لقد تكلم يسوع عن هذه الأحداث المستقبلية التي سيشهدها تاريخ إسرائيل. تكلم يسوع عن هيكل مستقبلي لم يبنى بعد كما تنبأ عن دمار الهيكل الثاني الذي لم يبقي فيه الرومان حجر على حجر في متى 24: 2. أما في متى 24: 15 تكلم يسوع عن فضاعة الدّمار في الهيكل، فهذا يشير إلى دمار الهيكل. ففي كتاب دانيال في العهد القديم وحده نجد فضاعة دمار الهيكل و التي أشار لها الوحي ثلاث مرات. و في كل مرة يشير الوحي إلى الهيكل و دماره يقصد بذلك نهاية الأزمنة (دانيال 9: 27، 11: 30، 12: 11)

 

55. " فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال "" لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون"  متى 24: 15- 16، 21.

 

 

 

 

التوقيت الزمني حسب دانيال5:

من  هو هذا الملك الأتي؟

يصف لنا الوحي المقدس في سفر دانيال 7 مملكة هذا الملك الأتي. الذي لن  يكون لمملكته مثيل بين الممالك التي وجدت على الأرض. ستكون هذه المملة ذات طابع ديني و عسكري، و ثؤثر على كل الأرض و تكون هناك 10 دول أو ممالك منظمة لها و بالتالي ستكون جزءا من أمبراطوريته. و سيكون قائد هذة المملكة روماني أو أوربي كما تحدث عنه جبرائيل سابقا"شعب ملك قادم".

أنّ الشعب الذي غزى أورشليم هم الرومان، و تم أخذ ثرواث أورشليم إلى روما حيث تم عرضها حسب تقاليد الجيوش الرومانية المنتصرة. فالقائد المستقبلي سيتطلع إلى أمجاد الإمبراطورية الرومانية. فيظهر تاريخ أوربا أن حكام أوربا حاولوا دائما أن ]يدعون بلقب أمبراطور روما.فكل من شارلمان و نابليون و القيصر روسيا بطرس و كايزر أي قيصر ألمانيا ويلهالم و حتي هيتلر زعم أنه أمبراطور روما. لكن المملكة التي تكلم عنها الوحي المقدس ستنجح بينما فشلت الممالك السالفة. اما الملك الذي سيملك عليها سيكون من نسل الجيوش التي غزت أورشليم.

 

56. أن التاريخ يشهد حقيقة لا يمكن أنكارها، أنها أوربا الموحدة. و رغم أن نظام الكنفدراليات قد فشل فإن الدول الأعضاء عازمة على إقامة هذا الإتحاد حيث و مع مرور الوقت فأننا نلمس أن دول الأعضاء تربطها علاقات حميمة ببعضها. يوجد برلمان أوربي و نظام إداري و نظم مراقبة تمارس على الدول الأعضاء.كما أنشأ هذا الإتحاد العملة المشتركة أو ما يسمى باللأورو، أما العملات الأخرى كالفرنك الفرنسي و المارك الألماني و بقية العملات أصبحت ماضيا من التاريخ. و الآن أوربا تسعى إلى بناء جيش خاص بها بعيدا عن حلف الأطلسي. و ما ينقصها هو قائد قوي يتكفل بالحكم هناك و يوحّد هذه الأمة تحت شعار واحد.

 

57. ما يحتاجه العالم "الملك الأتي"

أن مفهمو القائد عالمي يملك العالم أصبح أكثرعمليا كل يوم يتقدم فيه العالم نحو مذبحة نووية. ويرى في عالم اليوم أي ديكتاتور غير مهم السلاح النووي كوسيلة للخلاص. فلا تستطيع بلدان كإيران و كوريا الجنوبية  الإحساس بالسلام إلا بامتلاكهم لهذا السلاح الفتاك الذي يعطيهم الشعور بالأمان تجاه الدول الكبرى. فإن إمتلاك التكنولوجيا النووية اليوم يزيد من خطر تعرض مدينة كبيرة كنيورك أو لندن أو باريس لهجمة نووية مدمرة.

 

فالخوف من  أن تصبح الإرهاب الإسلامي إرهابا نوويا يدفع العالم إلى الوحدة لمواجهة هذا الخطر الذي بإمكانه أن يدمر مدينة يسكنها الملايين بسهولة. و العالم مستعد الأن أكثر من مضى أن يقبل حكم قائد واحد و ذلك ليوحد العالم ضد هذا الخطر. فسفر دانيال يتكلم عن مجيء قوة عالمية تختلف عن القوى الأخرى التي عرفها التاريخ البشري.

 

58 " فقال هكذا اما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الارض مخالفة لسائر الممالك فتاكل الارض كلها و تدوسها و تسحقها 24 و القرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون و يقوم بعدهم اخر و هو مخالف الاولين و يذل ثلاثة ملوك " دانيال 7: 23- 24

ستكون مملكته مملكة دينية عنيفة و مستبدة. ستقاوم و تضطهد أي منافس بما في ذلك الذين يتبعون الإله الحقيقي، إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب. و ستدوم هذه الفترة ثلاث سنوات و نصف، وسيحدث ذلك بعد توقيف العبادة و الذبائح في الهيكل. و هذا ما سيتمم السبع سنوات الأسبوع السبعين.

59. " و يتكلم بكلام ضد العلي و يبلي قديسي العلي و يظن انه يغير الاوقات و السنة و يسلمون ليده الى زمان و ازمنة و نصف زمان 26 فيجلس الدين و ينزعون عنه سلطانه ليفنوا و يبيدوا الى المنتهى "

دانيال 7: 25- 26

و ستأتي نهاية هذا التسلط عند مجيء المسيح، الذي سيقضي على المملكة الرومانية، و يؤسس مملكته التي ليس لها نهاية. و حتى يقترب ذلك الوقت، سيزداد أضطهاد المؤمنيين أكثر من أي وقت مضى. فتخيل لو أنتصر أدولف هيتلر في الحرب العالمية الثانية و انّه حكم الأرض لمدة ثلاثة سنين و نصف من الرعب. هذا ما سيقوم به الملك الأتي من نسل الرومان. لكن نهايته لن تكون على يد إنسان.

 

60.وصفا كل من دانيال و ارميا هذه الفترة بالتي ليس لها مثيل في التاريخ الإنساني. و دعاها النبي أرميا ب "ضيقة يعقوب" أرميا 30: 7. و دعاها دانيال ب "زمان ضيق" دانيال 12: 1.

و حسب سفر الرؤيا ففي الثلاث سنين و نصف الأولى سيتم القضاء على الأقل على نصف سكان الأرض، و ذلك نتيجة للحروب و الدينونة التي ستحل.

يعلن سفر الرؤيا عن تفاصيل حول أسابيع دانيال السبعون. فأحداث الأصحاح 6-19 تصف فترة السبع سنوات هذه. فيتناول سفر الرؤيا النصف الأول لأسابيع دانيال السبعون و ذلك من الأصحاح 6 إلى 9. يتكلم الأصحاحات 10-13 عن أحداث الضيقة العظمي الوسطى بما فيها الرجاسة و الخراب. اما الجزء الأخير من الضيقة العظمى فيتناوله سفر الرؤيا من الأصحاحات 14-19 بما في ذلك عودة المسيح.

 

61. تنبأ المسيح قبل صلبه لتلاميذه بمصير أورشليم ناظرا إليها من بعيد:

"هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى   تقولوا مبارك الأتي بإسم الرب" متى 23: 38-39

رغم رفضهم له تنبأ المسيح عن ذلك اليوم الذي فيه ستقبله إسرائيل كالمسيا. أنها الصورة التي تصور المسيح المتألم و المسيح الملك المنتصر.لقد تم رفض المسيح المتألم لكن من رفضوه أي إسرائيل ستقبله كمسيحا حين تجد نفسها بلا معين. و سيتبع ذلك فترة اضطهاد عظمى للشعب اليهودي.

" كنت ارى في رؤى الليل و اذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى و جاء الى القديم الايام فقربوه قدامه فاعطي سلطانا و مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب و الامم و الالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول و ملكوته ما لا ينقرض... كنت انظر و اذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء القديم الايام و اعطي الدين لقديسي العلي و بلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة" دانيال 7: 13-14 ، 21-22

 

62. لما حلم الملك نبوخضرنصر حلما، لم يكن أحد في المملكة بإمكانه تفسيره عدى دانيال. أعلن الله الحلم و معناه لنبيّه. رأى الملك تمثال عظيم هذا التمثال العظيم البهي جدا وقف قبالته و منظره هائل راس هذا التمثال من ذهب جيد صدره و ذراعاه من فضة بطنه و فخذاه من نحاس ساقاه من حديد قدماه بعضهما من حديد و البعض من خزف كان ينظر الى ان قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد و خزف فسحقهما فانسحق حينئذ الحديد و الخزف و النحاس و الفضة و الذهب معا و صارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان اما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا و ملا الارض كلها. أعلن الله لدانيال أن هذه هي مملكة الله التي ستؤسس إلى الأبد. أما الحجر فيمثل المسيح الذي سيهزم جيوش الأرض التي ستعادي حكم الله على الأرض. ضرب الحجر قدما التمثال الذي يدل على ان المسيح الملك سيهزم التحالف العالمي الأتي ضد إله إسرائيل. " و في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السماوات مملكة لن تنقرض ابدا و ملكها لا يترك لشعب اخر و تسحق و تفني كل هذه الممالك و هي تثبت الى الابد" دانيال 2: 44

 

63. المسيح الذي قتل سنة 33 م هو الذي سيعود كملك منتصر بهدف القضاء على جيوش الأرض و مستقبلهم،  أنه الملك الأتي  عند أنهاء السبعون أسبوعا. فستنتهي 490 سنة التي تم تحديدها على الشعب اليهودي و على اورشليم بملك المسيح الذي صلب و مات عند مجيئه الأول. يكلمنا الكتاب المقدس عن معاناة شخص ذو أهمية كبرى على أيدي البشر لكنه سيملك على الأرض.

" كما اندهش منك كثيرون كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل و صورته اكثر من بني ادم 15 هكذا ينضح امما كثيرين من اجله يسد ملوك افواههم لانهم قد ابصروا ما لم يخبروا به و ما لم يسمعوه فهموه" أشعياء 52: 14-15

لا يمكن لهذا الشخص ان يكون إلا يسوع الناصري "المسيح الملك" الذي الذي مات ليس لأجل نفسه بل من اجل الأخرين غافرا للبشر آثامهم.  لقد كان موته تحقيقا لما تنبأ به أنبياء العهد القديم، كما تنبأوا أيضا على أنه سيرفض، و ذلك أكثر من 700 سنة قبل حدوثه.

 

64. " محتقر و مخذول من الناس رجل اوجاع و مختبر الحزن و كمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به أشعياء 53: 3

 يبرهن الله على صحة كلمته بإعلان الأحداث قبل وقوعها.

 

حصار أورشليم:

يتكلم الوحي بالتفصيل  عن حصار اورشليم في سفر زكريا 12  عن حصار أورشليم.  ستكون هذه المدينة مدعاة  للقلق و الخوف للأرض كلها. سيكون اليهود و أورشليم موضع إحباط  لسلطات السياسية في العالم

" هانذا اجعل اورشليم كاس ترنح لجميع الشعوب حولها و ايضا على يهوذا تكون في حصار اورشليم 3 و يكون في ذلك اليوم اني اجعل اورشليم حجرا مشوالا لجميع الشعوب و كل الذين يشيلونه ينشقون شقا و يجتمع عليها كل امم الارض" زكريا 12: 3-2

 

65. سيعود "المسيح الملك" ثانية ليخلص شعبه الذي رفضه من قبل. لقد ترك المسيح أثارا تشهد عن مجيئه الأول. فالمسيح الذي قتل هو نفسه الذي طعنوه ، والذي قتل سنة 33م ، و الذي سيعود إلى من طعنوه. سينوحون عليه كمن ينوح واحد على وحيد له. و سيدركون أن الذي رفضوه هو رجاءهم الوحيد " افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" زكريا 12: 10

66. تكلم يسوع عن هذا الحدث في إنجيل متى 24: 30-31 قائلا:

" وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا"

مملكة المسيح:

 عندما يملك المسيح ستنتهي 490 سنة من أسابيع دانيال 70، و ستتحقق السبعة احداث المذكورة في سفر دانيال 9: 24

1.  تكميل المعصية

2.  تتميم الخطايا

3.  و كفارة الإثم

4.  و ليؤتى بالبر الأبدي

5.  و لحتم الرؤيا

6.  و النبؤة

7.     و لمسح قدوس القدوسين

عندما يملك المسيح، ستعيش الأرض في سلام، و تتغير طبيعة الإنسان و الحيوان.

67. "فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ" أشعياء 11: 6-9

68. لماذا الإنتظار

صلبا لصين مع المسيح، فكان أحدهم على يمينه و الأحر على يساره. بسق أحدهم من المسيح طالبا منه معجزة، أما الأخر فطلب منه أن يتذكره عندما يأتي في ملكوته، فأجابه يسوع قائلا " الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس"

نفس وعد الخلاص الذي قدمه المسيح للص هو لك اليوم، وذلك فبالإيمان و الثقة في ما عمله على الصليب. كلّم يسوع نيقوديموس عن الطريقة التي ينال بها الحلاص:

" لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" يوحنا 3: 15-17